تنظم الجمعية المغربية لحقوق المشاهد مائدة المستديرة في موضوع: "حق المشاهد المغربي في الإنتاج الفني الوطني"، يومه الثلاثاء 10 أبريل 2012، في المكتبة الوطنية بالرباط، إبتداء من الساعة الخامسة والنصف مساء.
وفي ما يلي الورقة التي ستشكل أرضية للنقاش:
يتميز مشهد الإعلام المرئي ببلادنا بمفارقة غير مفهومة، تتمثل في الحضور الباهت للمنتوج الفني المغربي بكل أجناسه في التلفزيون العمومي، في وقت أصبح فيه الإنتاج الفني صناعة قائمة الذات ومجالا اقتصاديا يساهم بشكل واضح في تنمية المجتمعات والدول، إضافة إلى ما له من دور ثابت في ترسيخ الهوية الوطنية والرقي بالذوق العام ونشر القيم الإنسانية السامية و تشجيع روح الابداع والمبادرة.
ورغم أن الشخصية المغربية تتميز بتعدد وتنوع روافدها الحضارية وانفتاحها على عدد من الثقافات الإنسانية عبر التاريخ، مما يؤهلها لأن تشكل خزاناً للطاقات الإبداعية، فإنه يلاحَظ غياب سياسات عمومية فاعلة تواكب هذه المؤهلات لدعم الانتاج الفني الوطني، بل إن تهميش الفن المغربي في التلفزيون الوطني أصبح يحد من الطاقات الابداعية الموجودة ويحرم المشاهد من رأسمال رمزي وطني بالغ الأهمية.
إن من مهام التلفزيون الوطني تقديم خدمات إخبارية وتثقيفية وترفيهية يفهمها الناس؛ خدمات تصالح المغاربة مع ذاتهم، ومع لغاتهم ولهجاتهم، ومع فنهم وتصورهم الابداعي لمعالجة واقعهم. لذلك، فإن برمجة تلفزيونية غير متكافئة وغير عقلانية للمنتوج الفني الوطني، مقارنة مع الأجنبي وخصوصا في أوقات الذروة، تطرح علينا سؤال حق المشاهد المغربي في رؤية فنانيه ضمن أعمال جادة وهادفة.
الأكيد أن تنمية الفن الوطني لا يمكن أن تتم إلا في إطار حكامة ثقافية فنية يساهم فيها الجميع وتستثمر فيها الدولة المال العام، ويضطلع التلفزيون العمومي بدور أساسي في هذا المضمار. وانطلاقا مما يعرفه المشهد السمعي البصري من مخاض، نتيجة التنفيذ التدريجي لسياسة تحرير القطاع، في وقت تشتد فيه المنافسة الناجمة عن الثورة التكنولوجية وتنتشر فيه ثقافة حقوق المشاهد والنقد التلفزي، واعتبارا للنقاش العمومي الذي واكب إقرار دفاتر التحملات التي تؤطر علاقة الدولة بقنواتها العمومية، فإن الجمعية المغربية لحقوق المشاهد تنظم هذه المائدة المستديرة في موضوع "حق المشاهد المغربي في الانتاج الفني الوطني"، التماسا للأفكار والاقتراحات التي من شأنها إدراج تدبير فضاء الاعلام العمومي ضمن أفق التحديات الكثيرة والجديدة التي تواجهه.
إن هدف الجمعية المغربية لحقوق المشاهد من هذا اللقاء هو تسليط الضوء على واقع الانتاج الفني المغربي في التلفزيون الوطني، والتباحث حول ما إذا كان هذا الواقع المختل ناجما عن الفن والفنانين، أم عن واقع التلفزيون والقائمين عليه؟